أزمة المهاجرين: العار على القادة الأوروبيين! - 2016

ترجمة

افتتاحية نشرة النضال العمالي في الشركات في 08/02/2016

في الوقت الذي يتم فيه قصف مدينة حلب بلا هوادة لأكثر منذ أكثر من أسبوع من قبل جيش بشار الأسد والطيران الروسي، وجد عشرات الآلاف من السوريين الفارين أنفسهم عالقين عند الحدود التركية وفي ظروف مروعة.

وللتنصل من المسؤولية، يحث الأوروبيون تركيا لفتح حدودها. يجب بالطبع توفير المساعدة الطارئة لآلاف الرجال والنساء والأطفال المنهكين. لكنه من الواضح أن القادة الأوروبيين الذين يقومون بإعطاء دروس عن المعاملة الإنسانية للعالم كله، ليس لديهم أي حياء!

فإذا كان هناك، كل أسبوع، العشرات من حالات الغرق في بحر إيجة فهذا لأنهم قد أغلقوا حدود أوروبا. وضمن القارة الاوروبية نفسها قاموا ببناء الجدران والأسلاك الشائكة. حتى أولئك الذين نجوا من عبور البحر الأبيض المتوسط لا يزال أمامهم مخاطر الموت سحقا أو صعقا بالكهرباء أو هالكين قبل وصولهم إلى البلاد التي يأملون بناء مستقبلهم فيها.

وقادة الاتحاد الأوروبي يلوحون، بوجه تركيا، باتفاقية جنيف التي تفرض استضافة اللاجئين لكنهم يرفضون تطبيقيها على أنفسهم. ناهيك عن ألمانيا والسويد اللتان اعتمدتا سياسة خاصة بهما، فالـ26 دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي قد توصلت، وبصعوبة، إلى استقبال 160000 مهاجر. لمن حتى الآن، لا يتعدى عدد الذين استقبلوا الـ1000 لاجئ في حين أن تركيا تعد 2.5 مليون لاجئ.

فالاتحاد الأوروبي قد كلف تركيا واليونان التعامل مع مسألة اللاجئين. ففي مقابل الحصول على مساعدة مالية، على هاتين الدولتين تعزيز الرقابة على الحدود والتمييز بين اللاجئين "الحقيقيين" و"غير الحقيقيين" باعتبار أن الفقر والجوع، بنظر هؤلاء الحكام، ليسا ضمن الممارسات الاضطهادية.

تماما كما تفضل المدن الغنية في فرنسا دفع الغرامات بدلا من بناء حصتها من المساكن الاجتماعية، يقوم الاتحاد الأوروبي بدفع الأموال لليونان وتركيا بهدف التقليل من المهاجرين على أرضه. وبما أن ما زال بعض المهاجرون يتوافدون إليه فها هو الآن يهدد بقطع التمويل لهاتين الدولتين!

انها لسياسة مقرفة من البداية إلى النهاية. فالقادة الأوروبيون هم الذين عاثوا فسادا في الشرق الأوسط. وبهدف حماية مصالحهم في المنطقة، قاموا بالتحالف تحالفوا مع أسوأ الديكتاتوريات، وسلحوا العصابات، ذلك دون أن يأبهوا يوما بمصير الناس.

وهم يتابعون هذه السياسة اليوم برفضهم استقبال النساء والرجال الواقعين ضحية هذه الحروب والقهر والبؤس الذي تنتجه. والأسوأ من ذلك، فإنهم يعاملوهم كمرضى الطاعون. والتعبير غير مبالغ به!

فهذا الأسبوع، قام مسؤول سياسي بلجيكي بالطلب من سكان الساحل عدم إطعام المهاجرين الذين يحاولون الذهاب إلى إنكلترا!

وفي فرنسا، يولد أصغر مركز لجوء أوهام وأصوات معارضة. ذلك مع أن طالبي اللجوء لا يدخلون إلا بكميات قليلة جدا، وأن "المعضلة" تخص 4000 أو 5000 مهاجر في مخيم كاليه على الساحل الشمالي، علما أن هؤلاء لا يطلبون شيئا سوى الرحيل إلى إنكلترا !

وكل شيء يقام بهدف القضاء على حس التضامن عند الناس. فيقومون بشتى الوسائل لكي لا نستطيع أن نستشعر مع هؤلاء النساء والرجال. يتحدثون عن تدفق هائل وفيضان، كما لو أن قارة تحوي 500 مليون نسمة لا يمكن أن تساعد مليونين أو ثلاثة ملايين شخص. كما لو أن القليل فقط من التنظيم والمقومات لا يكفي لمنحهم المأوى في ظروف كريمة!

في فرنسا، من الجبهة الوطنية وصولا إلى الحزب الاشتراكي في الحكومة، كلهم يستغلون المخاوف ويلوحون بالحاجة إلى توخي الحذر من المهاجرين، وبالحاجة إلى تأمين الحدود مع تعزيز الحواجز فيها. وهم يستخدمون المهاجرين كخرقة حمراء بهدف التمويه عن الجناة الحقيقيين المتسببين بكارثة البطالة وعدم المساواة وتراجع مستوى المعيشة.

وبهدف الحفاظ على السلطة، القادة لديهم مصلحة بانقسام العمال وعدم الاتفاق فيما بينهم. لديهم مصلحة بأن يقوم الفقراء بالتناحر مع الفقراء الآخرين. فالمهاجرون يستخدمون ككبش فداء لتحويل غضب الطبقات الشعبية.

وما من شأنه تعكير صفو الأثرياء هو أن يقوم المهاجرون والعمال في أوروبا بالتوافق واعتبار أنهم ينتمون لنفس الطبقة المضطهدة: المضطهدون بسبب القنابل والفقر والنزوح بما يخص المهاجرين؛ والمضطهدون بسبب البطالة والاستغلال هنا.

كل هذه الشرور لها مصدر واحد، السعي وراء الربح وهيمنة أقلية على المجتمع بأسره. وإنه سوية لسوف نتمكن من محاربته.