سوريا: القمع لا يزال مستمرا وبعثة الأمم المتحدة في فشل - 2012

Imprimir
ترجمة

مجلة النضال العمالي رقم 0229 بتاريخ 22 حزيران 2012

السبت 16 يونيو، أوقف الجنرال النورفيجي روبرت وود عمليات ال300 مراقب للأمم المتحدة في سوريا. يأتي هذا القرار بطلب من ال42 دولة المشاركة التي رفضت إطالة مدة تعرض قواتها غير المسلحة للخطر. رسميا، المهمة لم تنتهي بل هي "معلقة" حتى أن يصبح الوضع أكثر أمنا، وهذا يعني بوضوح أن المهمة لن تستأنف في المستقبل القريب.

تعقيبا على بعثة المراقبين من جامعة الدول العربية التي أجهضت سريعا، جاءت بعثة الأمم المتحدة كوسيلة لتخفيف حدة الصراع بين نظام بشار الاسد القسم من الشعب الثائر ضد حكمه منذ 15 مارس 2011، وكدعوة للنظام والمعارضة إلى حوار. لكنه من الواضح أن القتال ما زال مستمرا بلا هوادة، بوجود المراقبين أم بعدمه، وأن النظام مستمر في القمع العنيف للمدنيين وفي مواجهة مقاتلي الجيش السوري الحر.

منذ البداية، كانت البعثة ذريعة للقادة الغربيين الذين ليس لديهم أية نية للتدخل عسكريا ضد الدكتاتورية التي قدمت لهم الخدمات العديدة على مدى عقود. ولكن على الزعماء الغربيين أيضا أن يتنبهوا إلى المترتبات على الرأي العام لديهم بسبب صرامة هذا نظام الذي يعاقب بقسوة كل من يتحدى سلطته.

كما أنه بالنسبة للرأي العام في البلدان العربية، بما في ذلك الرأي العام السوري، فأن هذه الدول لا تريد أن تبدو على أنها كانت ضالعة كليا مع هذا النظام، ذلك في حال سقوطه في نهاية المطاف. لهذا السبب فأنها قد بدأت، بعد أشهر من الجمود، بأخذ مسافة مع النظام بإرسال "بعثات المراقبة" التي فات عليها الزمن الآن. وعلى أية حال فقد رأينا كيف قام المراقبون، بعد تأنيب النظام السوري، بدعوة المعارضين للنظام إلى الدخول في الصف.

الأسد يواصل إذن المذابح في حين أن بوتين والنظام الروسي يرفض التبرؤ منه. هذا الموقف، في الحقيقة، يناسب الدول الغربية إذ بإمكانها عرضه كحجة لعدم تدخلها ضد النظام.

وفي هذا الوقت، لا زلنا نسمع عن مناقشات على هامش ال G20، عن قرارات مستقبلية للأمم المتحدة مزينة على شكل عقوبات. ومرة أخرى يلوح بتدخل عسكري محتمل تحت رعاية الامم المتحدة... من المستحيل تحقيقه في الوقت الحالي بسبب الفيتو الروسي والصيني. أما فابيوس* فيتكلم عن اعطاء وسائل إعلامية إضافية للمعارضة السورية، وكوفي أنان عن نيته جمع مختلف الأطراف في نهاية الشهر الجاري.

هكذا إذا توفر الدبلوماسية الكثير من الإمكانيات لتحقيق ال"مكانك راوح".

جاك فونتنوا

*فابيوسFabius :